قرأت مرة في كتاب وكان من غريب هذا الكتاب أن في نهاية كل صفحة كُتبت عدة كلمات بالحجم الصغير .. " عزيزي القارئ لطفاً أقلب الصفحة " ..
كنت اتلهف لأنهاء الصفحة لأصل لذلك الجزء الممتع .. لطفاً أقلب الصفحة ..
أحيانا أجد صعوبة في إتمام صفحة واحدة لأنني لا أهوى القراءة .. لكن أستمر فقط لأصل إليها وكأنني سأحصل على كنز منها .. أو أنني سأصل لنهاية الكتاب في لحظة ما ..
لا أعرف لماذا استهوتني تلك الكلمات وقتها .. لكن نظرت إليها وكأنها سبيل نجاة لعدد الصفحات المتراكمة في الكتاب .. وكأن أحد ما فرض قراءته عليّ ..
ومما أذكر أيضاً كان هناك بعض أشرطة تحتوي عزيزي المستمع فضلاً أقلب الشريط ..
كأنها تذكر بموعد إنهاء الجزء الأول لبداية جزء جديد .. وكأن المستمع سيغفل عن قلب الشريط في حال انتهائه ..
لم أدرك معنى أن يحثُك أحد على شيء أنت تعرفه ..
" عزيزي القارئ لطفاً أقلب الصفحة .. عزيزي المستمع فضلاً أقلب الشريط .. عزيزي !!!!! "
أدرك الآن أنني في وقتها كُنت أحتاج فقط قليل من التعزيز .. والتشجيع للبحث عن الأفضل .. أو أنهي جزءاً لأبدء بأخر بأسلوب جميل ..
وأن الحياة تتطلب منا أن نبادلها الأحترام .. عزيزي .. تطلب منا وبكل هدوء وتبدأ حديثها بعزيزي للتحبيب .. وتتبعه بشي من الإنسانية المهملة بين طيات النسيان .. ثم أمر بفعل شيء نسينا فعله في زمان ما مثل : عزيزي الإنسان أقلب صفحة الماضي .. عزيزي الإنسان عش يومك ودع عنك الملل ..
أعتقد بأن لنا الحق في أعطاء أنفسنا فرصة لندللها بجميل الكلام ..
لا تنتظر أن يعطف عليك أحد .. ويسمعك قليل من الكلام ..
ففي نهاية اليوم .. أكتب لنفسك نصيحة لتبدأ بها نهاراً جديد ..
عزيزي .. القارئ .. لنقلب صفحة الألم ..
عزيزي .. ... ... ..
ضع ما تشاء من العبر فأنت من تصنع المعجزات في نهاية يومك .. وتبدأه بالأمل كل صباح ..
ابتسم .. وأمضي فأنا أعلم بأن الله يراقبك ويبغي لك الخير ..